لا يوجد رد من الطرف الأخر

"أنا مش ناسي صوت العصفورة اللي كلمتني من سنتين"..... تلك هي الكلمات التي تردد صداها علي مسمعها حين عبرت أمام كابينة الهاتف..... تلك التي تحدثت إليه منها أول مرة.

أستوقفتها أمامها صورة في عينيها لهذا المشهد ..... تتذكر خفوت الضوء في ذلك النهار الخريفي الذي أوشك علي الإنتهاء ،، مرتبكة وهي تحدثه الي درجة قد تصل بها الي السذاجة ولكن صوته الدافئ إستطاع أن ينتزع منها توترها بل وينسيها لسعة البرد التي أحست بها خلف قميصها القطني. دقائق قليلة مضت وهي تحدثه وبعدها أغلقت سماعة الهاتف وفتحت أبواب قلبها علي مصراعيها لصاحب ذلك الصوت الدافئ.

وميض من الذكري يجتاح مشاعرها ، يستحضر أمام عينيها شريطا من اللحظات ، منذ أن سمعت جرس هاتفه عبر سماعة هذا الهاتف الذي تجمدت أمامه الاّن ، وحتي تلك اللحظة التي أنهت فيها محاولاتها للإتصال عليه دون جدوي وقد إتخذت قرارها بأن تمتثل لرغبته_غير المعلنة_ في الهدنة من الحب...... منتظرة أن يقطع هو تلك الهدنة حين يشتاق إلي نزال جديد.......... ولكن قد يكون هذا كمعجزةٌ قد لا تأتي أبداً.

تتملكها رغبة قوية في سماع صوته ، تقترب من الكابينة وتلتقط السماعه فهي في هذة اللحظة بالذات ليست أقوى من رغبتها ، ولكن قبل أن تحاول الإتصال عليه تضع السماعة من يدها بحزن عميق..... لقد أدركت أنها الاّن أضعف من أن تسمع من جديد............... "عفواً....لايوجد رد من الطرف الأخر"0