28‏/10‏/2008

شتات




لأعترف لك: لقد راقبت وجهك علي إمتداد خطواتنا ونحن نجوب شوارع المدينة سوياً باحثة عن عبوس أو إبتسامة لوجه فتاه فأعلم انها هي...
نعم ,, لقد تعمدت الحديث بعجرفة إلي صاحبة الملامح المستدقة التي جلست إلي جواري في العربة اليوم , بل وإزداد مقتي لها حين تحققت من أصابعها النحيلة فلربما كانت هي...
اعلم أنك لم تصفها لي يوما ولكن هكذا تخيلتها حين لملمت شتات شظاياها المتناثرة في عينيك حتي اليوم.
ليتك لم تخبرني أين كانت تسكن كي لا أجتر تفاصيلها مع كل وجه أنثوي يستوقف سيارة الأجرة مناديا بإسم الشارع ذاته.
عشرون عاما وإسمي يروقني ولم أشته من الأسماء حروفا سواه حتي رايتك وشفتاك تستعذب النطق بإسمها...يليق باميرة ,عاشقة, زوجة لرجل حالم مثلك,,أما اسمي فهو صاخب كحماقات طفلة لاتكبر ابدا..
عشرون عاما لم أعاتب أمي عن إختيارها لكياني هذه الحروف بالذات ولم أقترح عليها اسما اّخر لي _وكأن الدنيا ستدور الي الخلف وتعاد الأمور من بدايتها_
عشرون عاما حتي هذا الصباح, صدقني لم أخطط للأمر ولكني إستفقت علي المذياع وصوت أثير لديّ يتغني باسم حبيبتك العتيقة فتخيلت انك _وبمحض الصدفة_أدرت مؤشر مذياعك علي التردد ذاته وإستمعت,وتذكرت, وربما...إبتسمت
حاورتني أمي وكأنها أيقنت الكائن خلف ثورتي الصباحية وإسمي المقترح_عفواً_أقصد إسمها المقترح.أخبرتني أني لو كنت صاحبته لكن لي من الحظ مثل ماكان لصاحبته...فإنتشيت أنه لم يكن لي , كي لاأرحل ,أو أخون , أو أخلف جرحاً غائراً...لكن لم تدم فرحتي طويلا حين تذكرت أن مزيجاً من لحن هادئ وصوت يتغني باسم حبيبة رحلت ,وجرحاً في مرحلة مابعد العنفوان قد يخلف بداخلك قشعريرة تصنع لذة للدفئ في مثل هذة الأيام الباردة.